سلسلة حلقات …مذكرات خادمة صدام حسين .. والأسرار الكبري-
..فصول من حياة زعيم عاش مجيداً ومات شهيداً
كتبها وانفرد بروايتها :- هيثم متولي حسين
لقاء مع القدر
كان يوماً حاراً من أيام العقبة الصيفية..درجة الحرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية ، زحام شديد صادف
عودة المغتربين وعوائلهم القادمين من دول الخليج عبر الحدود البرية السعودية الأردنية والمتجهين بحراً إلى “نويبع” المصرية الساحرة .يوماً لا أستطيع نسيانه بكافة تفاصيله الحلوة والمرة ، حيث اضطررت أنا وأسرتي ، ومعي الآلاف من المصريين بالمبيت في معسكر بـ “الرابية” الأردنية لعدة أيام ..الوضع كان عشوائياً لدرجة لا تطاق .. أسر تفترش من الأرض أسرَّة لها .. نقص شديد في الخدمات ، والميناء مغلق ومزدحم ازدحاماً تاريخياً ، الأمر الذي دفع محافظ “العقبة” الأردنية والقنصل المصري بالعقبة حينها لزيارتنا .. تفاصيل تحتاج إلى حلقة كاملة ـ سأذكرها فيما بعد ـ حيث أن المجال والظروف لا تتسع لسردها الآن .. برغم كل الظروف السيئة التي عايشتها أنا ومعي عدد كبير من القادمين إلي العقبة براً.. كان هناك مستودع من الأسرار بانتظاري ، القدر وحدة كان كفيلاً بأن أتكئ على جانبي تارة و أجلس القرفصاء تارة أخرى ليلة كاملة ، وأنا أنهل في نهم من حكايات وأسرار ظلت دفينة طيلة سنوات وسنوات ؛ الأمر الذي جعلني أحسد نفسي و أشعر بالغبطة لاستطاعتي فتح خبايا هذا الكنز النادر و التاريخي ـ و ما التوفيق إلا من عند الله.
كنت على موعد مع القدر ومعها .. تجاذبنا الأحاديث سوياً ، وكنت أنصت باهتمام شديد لم تبرره في مثل هذه الظروف سوي دقة وأهمية هذه الحكايات الحصرية لرجل سجل التاريخ اسمه بأحرف من نور في زمن
أهدرت فيه القيم وندر به وجود رجال أوفياء لأوطانهم وعروبتهم مثل “صدام حسين” الرئيس العراقي الراحل.
عن مذكرات.. خادمة صدام حسين
” خادمة صدام حسين” ليست رواية درامية محبوكة الأركان ـ كما قد يظن البعض ـ بقدر ما هي مستودع كبير وضخم لحقبة تاريخية لرجل من طراز فريد ، وفارس لا يشبه الفرسان في زمن أصبحت به الرجولة عملة نادرة .. ترددت كثيرا طيلة السنوات الماضية في سرد ما لديّ من قصص ومواقف إنسانية عظيمة ، تدل علي أن زمن الأوفياء قد ولّى وقت أن كان للعراق وللعرب درع و سيف.. ترددت لسنوات طوال في فتح هذا الصندوق الثمين لأسباب كثيرة لا يسعني ، ولا أود ذكرها في الوقت الراهن لأسباب خاصة جداً جداً .. حتى قررت ـ ولأسباب أيضا خاصة ـ سرد ما في جعبتي ؛ والفضل كل الفضل للسيدة الخلوقة التي سأختار لها اسم ” أم الوفا ” حفاظا علي الخصوصية والوعد والعهد.
كما أنني لا أنسى تقديم كل الشكر والعرفان للأردني النشمي ” معاذ- م ” الذي ساعدني كثيراً تلك الأيام لأستطيع التركيز والاستماع و الاستمتاع بحكايات أشرف الرجال وأشجعهم علي مر التاريخ الحديث قد يختلف البعض معي أو يتفق حول شخصية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين .. لكنني دائما أقول التاريخ وحده من سيحكم بما لنا و ما علينا ، كما قالها الرئيس الأسبق “محمد حسني مبارك” ، التاريخ الذي لا يُزيَّف وإن كتبه الغزاة القادمون علي دبابات المستعمر الأجنبي ومعهم زمرة من المتآمرين باسم الحرية والحق والعدالة وهم بعيدون كل البعد عن أي شرع أو دين أو حرية إنسانية ـ تلك القيم التي لا يعرف معناها الخونة والجباة الطغاة.
ترقبوا الحلقة الأولي من مذكرات خادمة صدام حسين
قصة الرئيس صدام حسين مع العامل المصري “محمد عبد الهادي”
كتبها وانفرد بروايتها :- هيثم متولي حسين