ثقافة وأدب
محسن الخضرجي – الشهيد
{ { الشهيد } }
يَا أُمَّةٌ ، رَفَعَ الشَّهيدُ ثَراهَا
فَوْقَ الطُّغاةِ،وقَدْ سَمَتْ بِعُلَاهَا
عَلِقَتْ بِأرضِكِ أَنْفُسٌ رَبَّاها
رَبُّ الْعِبادِ بِحِكْمَةٍ ، و بَرَاهَا
حَمَلُوا اﻷمانَ أمانَةً فِي كَفِّهم
وتسَابَقَتْ أرْواحُهُمْ لِفِدَاهَا
مَنْ ذَا كَحَالٍ لِلشَّهيدِ عَظِيمَةٍ؟!
بلغَ الجِنانَ مُقَامَها و جَنَاهَا
شَرَفُ الْبِلَادِ مُعَلَّقٌ بِزِنادِهِ
و فُؤادِهِ ، و عِنادُهُ زَكَّاهَا
فِي لَحْظَةِ اﻹلْهامِ أدْرَكَ قَدْرَهُ
عِنْدَ الشَّهادةِ،قدْ سَعَى مَسْعَاهَا
بَذَلَ الْكِفاحَ إِلَى الفلاحِ تَعَلُّقاً
فُرِضَتْ عَلَيْهِ الْحَرْبُ ﻻ يَهْواهَا
فِي لُجَّةِ اﻹرهَابِ غَاصَتْ مِصْرُنا
و أَتَى عَلَيْها مَنْ يُرِيدُ فَنَاهَا
و أَثَارَ فَتْكاً بِالْبِلَادِ و أَهْلِها
لِيَدُكَّ عَرْشاً بِاﻷمانِ حَماهَا
عَمِيَتْ عَنِ الْحَقِّ الْمُبِينِ بَصائِرٌ
لَمَّا غَدَتْ تنساقُ دُونَ هُدَاهَا
مَا أَشْبَهَ الْيَوْمَ الْحَزِينَ بِما مَضَى
فِئَةُ الظلامِ تَآمَرَتْ بِقُوَاهَا
أَهْلُ النِّفاقِ تَكَشَّفَتْ عَوراتُهُمْ
عَنْ زَيْفِ دِينٍ بالْهَوَى غَشَّاهَا
لَمَّا أَشَاعُوا نِقْمَةً سَعْياً لِأوْ
هَامِ الْخِلافَةِ ، وَ ادَّعَوْا فَتْوَاهَا
فَانْسَاقَ خَلْفَ خِدَاعِهِمْ أغْرارُهُمْ
و تَعَلَّقَتْ أَلْبَابُهُمْ بِبَلَاهَا
لَكِنْ تَأبَّى الْحُرُّ دُونَ خِدَاعِهِمْ
عِنْدَ التَّثَبُّتِ إِذْ بَدَتْ أُخْرَاهَا
لَوَﻻ جُنُودُ الْحَقِّ هَبُّوا هَبَّةً!
مَنْ لِلْعُرُوبَةِ ، دِينِهَا و َحِمَاهَا؟
بَذَلُوا النُّفُوسَ رَخِيصَةً مِنْ أجْلِ أنْ
يَبْقَى لِمِصْرَ أَمَانُهَا وَسَناهَا
عَرَفُوا الْحَقِيقَةَ فَاسْتَقَلُّوا رَكْبَهَا
وَ تَعَلَّقَتْ أَرْوَاحُهُمْ بِسَمَاهَا
مُنْذُ الْهِدَايَةِ وَ الشَّهَادَةُ حَظُّنَا
ذَبًّا عَنِ اﻷدْيَانِ تَحْتَ لِوَاهَا
بِدَمِ الشَّهيدِ تَسَلَّحَتْ أَرْجَاؤُنا
وَ نَمَتْ بُذُورُ الْمَجْدِ فِي مَرْعَاهَا
و كَأَنَّ بِاﻷرْوَاحِ تَسْمُو رَايَةً
،تَكْسُو بِقَاعَ اﻷرْضِ فَوْقَ رُبَاهَا
يَا يَوْمَ نَصْرٍ بِالْفَخَارِ سُطُورُهُ
كمْ قَدَّمَ الْجُنْدِيُّ مَهْرَ بَقَاهَا
فَاذْكُرْ مَدَى التَّارِيخِ فَضْلَ جُهُودِهِ
؛فَبِدُونِهِ تَلْقَى الْبِلادُ رَدَاهَا!!!
* * *