يسثير انتصار أكتوبر العديد من الشعراء الذين كتبوا شعرهم فيه و نقدم لكم في هذا الموضوع قصيدة فرسان الرعب كتوثيق للنصر بمختلف أسلحته و يسعد ” مدونة الهيثم ” نشر قصيدة فرسان الرعب للشاعر المصري الكبير محسن الخضرجي في ذكرى حرب اكتوبر المجيدة.
قصيدة فرسان الرعب – احتفالا ً بإنتصار أكتوبر
فرسانُ الرُّعْبِ
كتبها الشاعر ، وألفيت احتفاء بذكرى انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973م الخالدة في العديد من الهرجانات و الأمسيات الشعرية .
غزَتْ مصرُ يوما ربوع الهزيمهْ
وغذَّتْ دماها عروقَ العزيمهْ
فذي الحربُ ليستْ ككل الحروبِ
وما كلُّ حرب كـ(بدر) ، عظيمهْ
يدُ اللهِ فيها بأيدِ الجنود
تُحطمُ يأساً ، خُطاهُ أليمهْ
جنودٌ أحالوا الظلامَ لنور
ونارٍ تسومُ العدوَّ حسومهْ و حانَ على الظلم يومٌ أغرُّ
خُطـاه عظاتٌ أزالتْ غيومَـهْ
* * *
و كمْ مِنْ ليالٍ قضتْها الهمَمْ
تُعِدُّ لِمَحْوِ زمـانِ الـنـدمْ
فـما نارُ (بارليفَ) أقسَى لهيباً
بصدري مِنَ الـدم ، لوْنِ العَـلمْ
فمنْ كل صَوْبٍ يُصبُّ لهيبي
وبـادت ب(بارليف) نارُ النقمْ
حصونٌ تهـاوتْ كعَصْفٍ أُكِل
،جبـالٌ أُزيلتْ برَكْـلِ القَـدَمْ
فقد حان وقتٌ دعـاه الظفرْ
وحطَّمَ (أسطورةً) لـمْ تـدُمْ
* * *
أيومَ الـعبورِ ، لسانَ الـقدرْ،
بمـدِّ الجسورِ دفـنَّا الـخطرْ
سمـاؤك غُصَّتْ بنـا كالمطرْ
و أرضُـكَ مادتْ لخـطو البشرْ
و ماؤك صلبٌ إذا ما القنـاة
خَطَـتْها وُحوشٌ كلمح البَصَرْ
كماءٍ تَجَلَّى كـطودٍ عظيمٍ
لـ(موسى) بسرِّ (العصى) قد عبرْ
و شمسُك غابتْ ، طواها دخانٌ
يَـبُثُّ المنـايا أثيـرَ الكَـدَرْ
* * *
و ليلك صار نهاراً لجنـدي
و وحْـلُ الظلام يواري عـدوِّي
و أرضُ الصعابِ طواها الأبـاة
كظبْي تآلفَ طُعـْماً بـعَـدْوِِ
يجـرُّون آلاتِ حربٍ أليفـةْ
تسابقهمْ بالفــلاة تـدوِّي
زرعنا شهاباً تجوبُ الفضـاءَ
فتحصدُ صيداً رمـاه التلـوِّي
فيـا ويلَ كُفرٍ حواه التردِّي
؛ فكانتْ جهنمَ أرضي و جوِّي
* * *
رمـالُ البوادِي بَدَتْ كالحممْ
سلوا النوقَ عنها ، عيون الأممْ
و لاذ القطـيع بمـاء القنـاة
عَسَتْ أن تُكفكِفَ نارَ النقـمْ
أزيـزٌ ، زئيـرٌ تخَطى الحـدودَ
و مَنْ ذا يحـدُّ جموحَ العـرِمْ ؟!
و مَنْ مِنْ عدوِّي تخَطى حدودي
، رماه الجنـونُ بِحضنِ العـدمْ
فهلْ مِنْ مزيدٍ يرومُ الهـلاك
فيقربَ أرضي ، و يلقى الوَصَـمْ
* * *
بُلِـيتُ بباغٍ عنـيدٍ ، عتـيد
لـه ألفُ عينٍ تمـدُّ عيونَـهْ
و عانيت ، لكنْ تأبَّتْ حشودي
و أعددتُ للبطش مَنْ يردعونهْ
نُصِرْتُ ُ برُعبٍ أذلَّ جفـونهْ
و أطلقتُ جندي أبادتْ حصونهْ
فيا ويلَ مَنْ راودتْـه الظنـون
بـهوني ؛ فلسْتُ كما يدَّعـونهْ
إلَـهي سلاحي ، كبـيرٌ صياحي
فأطلِـقْ صباحي يُبـيدُ كُمونَهْ
* * *
حمَى اللهُ جندي يصونون عهدي
فسُدْتُ الزمانَ ـ زمانَ التحدِّي ـ
نفوسٌ تسامتْ ؛ فسامتْ عدوِّي
صنوفَ التردِّي عقابَ التعـدِّي
بـيوم كـيوم الحصادِ تجـلَّـى
يخِرُّ العـدوُّ حصيدَ التصـدِّي
فـقل للغُزاة ، و قُلْ للطغـاة
حـذارِ ؛ فإني وفيٌّ بوعـدِي
عتادي إبـاءٌ ، و أرضي سماءٌ
وخيرُ الجنودِ على الأرض جندِي
* * *
قصيدة فرسان الرعب للشاعر / محسن الخضرجي من ديوان ” على استحياء ”
قد يهمك ايضا:
وسط أجواء وطنية..لجنة الوفد بالصلاحات تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر
برنامج موسيقى الشعر ..الدليل الوافي لتعلم بحور الشعر ببساطة